26‏/04‏/2009

81 - في رِحَاب وَادِي الباذان ونَابُلْس

نَقَلْنا صُوَرَنَا فِي رِحَابِ"وَادِي البَاذَانِ" وَنَابُلْسَ
يومِ الجُمُعَة 24/4/2009م
إِلَى ( ألبُومِ حَنَانِيَّات ) ....
انظُرْهَا هُنَاك

يعد قضاء نابلس قلب فلسطين ،إذ يقع في منتصف البلاد ويضم هذا القضاء وحتى عام 1965 مدينة نابلس و130 قرية صغيرة. تعد نابلس بلدة كنعانية عربية من أقدم مدن العالم حيث يعود تاريخها إلى ما قبل 9000 سنة وقد دعاها بناتها الأوائل باسم "شكيم " وتعني نجد أو الأرض المرتفعة. تبعد عن القدس 69 كم ، ترتفع عن سطح البحر 500 كم ويمتد عمران المدينة فوق جبال عيبال شمالا وجرزيم جنوبا وبينهما واد يمتد نحو الغرب والشرق . سميت جبال نابلس (جبل النار ) لضروب البطولات والبسالة التي بدت من أهل نابلس خلال جميع الثورات . أخذت المدينة بالاتساع عرضا بعد عام 1945 ، حيث وصلت مساحتها نحو 5571 دونما . وقد شهدت نابلس نموا غير طبيعي بعد أحداث عام 1948 واغتصاب فلسطين فزاد عدد سكانها ومبانيها وذلك نظرا لتدفق أعداد من اللاجئين الذين أقاموا فيها أو في مخيمات حولها حيث امتدت المباني حتى وصلت إلى قمتي جبل جرزيم وعيبال . وصارت المدينة تتكون من قسمين هما" البلدة القديمة " في الوسط والمدينة الجديدة على الأطراف المميزة بشوارعها وأبنيتها الحديثة . في عام 1967 نزحت أعداد كبيرة من سكان المدينة فقد كان عدد سكانها عام 1966 نحو (53ألف ) نسمة انخفض إلى (44) ألفا عام 1967 م . ثم عاد وارتفع حتى وصل في عام 2007 حوالي (135,228) نسمة ، اشتهرت بصناعة النسيج والجلود والكيماويات والصناعات المعدنية . تعرضت نابلس وقراها مثل بقية مناطق فلسطين إلى هجمة استيطانية واسعة وقاسية فقد بلغ عدد المستعمرات التي أنشئت في مناطق نابلس وجنين وطولكرم 50 مستعمرة وبلغت مساحة الأراضي التي صادرتها إسرائيل لصالح هذه المستعمرات حوالي ( 233,254 ) دونما .


تقع قرية الباذان على بعد 7 كم شمال- شرق مدينة نابلس
ويرجع أصل التسمية إلى قولين : الأول / أن أحد قادة الجيوش واسمه [باذان ] مر بهذا الوادي وأقام فيه لما فيه من بساتين وينابيع كثيرة وسمي باسمه . والثاني / يعود لمعنى الكلمة في الفارسية وتعني الأرض كثيرة الماء .
وتبلغ مساحتها الطبيعية 15 ألف دونم ، وتنتشر الأشجار الحرشية والنباتات و الأزهار البرية مثل النرجس والدحنون وقرن الغزال في الجبال ، بينما تغطي منطقة الجداول والوديان والقنوات المائية الغطاء الخضري طيلة أيام السنة وخاصة شجيرات البوص ( القصب ) وأشجار الحور والصفصاف ، وتتوزع فيها سبع ينابيع - تنتج ما معدله 5.25 مليون متر مكعب من المياه العذبة دائمة الجريان من خلال جداول وتلتقي جميعا" لتشكل وادي الباذان ، وتمتاز بوجود أشجار الفاكهة النادرة مثل : العناب والتفاح البلدي والقراصية وكذلك ورق الدوالي ،
قيها حوالي 1500 دونم أحراش طبيعية تنتشر في 3 أحراش ، وكذلك حوالي 150 دونم مساحة سكنية ،
تاريخيا" .. دلت أعمال المساحة الأثرية التي أجريت على وجود حياة فيها تعود للعصر الآشوري الأوسط ، أي قبل 120 ألف سنة قبل الميلاد ، وفي العهد العثماني ونتيجة لكثرة المياه بنيت طواحين المياه على امتداد القرية حيث وصل عددها إلى 15 طاحونة ، كان يرتادها الناس من ساحل فلسطين حتى نهر الأردن لطحن القمح والحبوب ، وإبان الانتداب البريطاني ، اعتبرت كاستراحة وانتشرت فيها المقاهي ، وخلال ثورة 36 وكونها طريق العبور الرابط ، شهدت القرية معارك عديدة بين الثوار وجيش الانتداب وأشهرها المعركة التي تم فيها تفجير العبارتين الرئيسيتين لقطع طريق الإمداد ، واشتهرت منذ أيامها صخرة الموت ( الانتحار ) ، وهي حافة حادة مرتفعة جدا" تشرف على واد الساجور السحيق بين الباذان ونابلس ، وقد سميت كذلك لكثرة عدد من أعدمهم الجيش البريطاني عليها ..

لمزيد من المعلومات والصور عن نابلس والبادان ، انظر :
ttp://www.palestineremembered.com/GeoPoints/Nablus_1447/ar/index.html

25‏/04‏/2009

80 - قِصَّة حُب

القصة مرسلة من صديق ، والله لقد لامست قلبى من روعتها، وأنزلت بدموعى من تأثيرها اللامحدود ..هكذا يكون الحب
قَصَّة حُبّ زَيْنَب بِنْت مُحَمَّد وَأبِي العَاص بنِ رَبِيع
زَيْنَب بنت النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن خالتها وزوجها، فأبو العَاصّ هو ابن أخت السيدة خَدِيجَة ، وهو رَجُلٌ من أشراف قريش كان النَّبِيّ يحبه، ذهب أبو العَاصّ إلى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل البعثة وقَالَ له: أريد أن أتزوج زَيْنَب ابنتك الكبرى ، فيقول له النَّبِيّ: لا أفعل حتى أستأذنها، ويدخل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على زَيْنَب ،ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟ فاحمرّ وجهها وابتسمت . فخرج النَّبِيّ صلوات الله و سلامه عليه وتزوجت زَيْنَب أبا العَاصّ بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية، وأنجبت منه 'علي' و'أمامة'.

ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النَّبِيّ وأصبح نبياً ، بينما كان أبو العَاصّ مسافراً ، وحين عاد ، وجد زوجته أسلمت، فدخل عليها من سفره، فقَالَتْ له:عندي لك خبر عظيم فقام وتركها. فاندهشت زَيْنَب، وتبعته وهي تقول: لقد بُعث أبي نبياً وأنا أسلمت. فقال: هلا أخبرتني أولاً ؟ وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما مشكلة عقيدة . قَالَتْ له: ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذاباً إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي فلقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي وأسلم ابن عمي -علي بن أبي طالب ، وأسلم ابن عمتك عثمان بن عفان، وأسلم صديقك أبو بكر الصديق .

فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته وما أباك بمتهم. ثم قَالَ لها: فهلا عذرت وقدّرت؟ فقَالَتْ: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه ووفت بكلمتها له 20 سنة وظل أبو العَاصّ على كفره. ثم جاءت الهجرة فذهبت زَيْنَب إلى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَالَتْ: يا رَسُولَ الله.. أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي فقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:أبق مع زوجك وأولادك قارن ذلك بزوجات هذه الأيام اللاتي يرفضن السفر مع أزواجهن في أماكن عملهم ويفضلن البقاء مع أمهاتهن.

وظلت بمَكَّةَ إلى أنْ حدثت غزوة بدر، وقرّر أبو العَاصّ أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش زوجها يحارب أباها ، وكانت زَيْنَب تخاف هذه اللحظة ، فتبكي وتقول اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه في يتم ولدي أو أفقد أبي. ويخرج أبو العَاصّ بن الربيع ويشارك في غزوة بدر، وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العَاصّ بن الربيع، وتذهب أخباره لمَكَّةَ فتسأل زَيْنَب: وماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون. فتسجد شكراً لله ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟ فقَالُوا: أسره حموه فقَالَتْ: أرسل في فداء زوجي ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها وأرسلت العقد مع شقيق أبي العَاصّ بن الربيع إلى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان النَّبِيّ جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خَدِيجَة سأل: هذا فداء من ؟ قَالُوا: هذا فداء أبو العَاصّ بن الربيع فبكى النَّبِيّ ، وقال: هذا عقد خَدِيجَة -:ثم نهض وقَالَ أيها الناس..إنّ هذا الرَّجُلَ ما ذممناه صهراً فَهَلا فَكَكْتُ أَسْرَهُ ؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟ فقَالُوا نَعَم يا رَسُولَ الله فأعطاه النَّبِيّ العقد، ثم قَالَ له قل لزَيْنَب لا تفرطي في عقد خَدِيجَة ثم قَالَ له: يا أبا العَاصّ هل لك أن أساررك ؟ ثم تنحى به جانباً وقَالَ لهيا أبا العَاصّ إنّ الله أمرني أن ْأُفرِّقَ بين مسلمة وكافر فهلا رددت إلىّ ابنتي؟
فقال: نَعَم وخرجت زَيْنَب تستقبل أبا العَاصّ على أبواب مَكَّةَ فقَالَ لها حين رآها: إنّي راحل فقَالَتْ: إلى أين؟
قال: لست أنا الذي سيرتحل، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك .
فقَالَتْ: لم؟ قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.
فقَالَتْ: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟
فقال: لا فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة .

وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات ، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها . وبعد 6 سنوات كان أبو العَاصّ قد خرج بقافلة من مَكَّةَ إلى الشام ، وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة ، فسأل على بيت زَيْنَب وطرق بابها ، قبيل آذان الفجر.
فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟
قال: بل جئت هارباً.
فقَالَتْ: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟
فقال: لا.
قَالَتْ: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة .
وبعد أن أمّ النَّبِيّ المسلمين في صلاة الفجر إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجرت أبو العَاصّ بن الربيع.
فقَالَ النَّبِيّ: هل سمعتم ما سمعت؟
قَالُوا: نَعَم يا رَسُولَ الله .
قَالَتْ زَيْنَب: يا رَسُولَ الله إنّ أبا العَاصّ إن بعُد فابن الخالة ، وإنْ قرب فأبو الولد ، وقد أجرته يا رَسُولَ الله ، فوقف النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وقَالَ صل الله عليه و على آله وصحبه وسلم : يا أيها الناس إنّ هذا الرَّجُلَ ما ذممته صهراً. وإنّ هذا الرَّجُلَ حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي ، فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده فهذا أحب إلي ّ، وإنُ أبيتم فالأمر إليكم ،والحق لكم ولا ألومكم عليه .
فقَالَ الناس: بل نعطِه ماله يا رَسُولَ الله ،فقَالَ النَّبِيّ: قد أجرنا من أجرت يا زَيْنَب ، ثم ذهب إليها عند بيتها وقَالَ لها: يا زَيْنَب أكرمي مثواه ، فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك ، فقَالَتْ نَعَم يا رَسُولَ الله -:فدخلت وقَالَتْ لأبي العَاصّ بن الربيع : يا أبا العَاصّ أهان عليك فراقنا ، هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا ، قال: لا. وأخذ ماله وعاد إلى مَكَّةَ -:وعند وصوله إلى مَكَّةَ ، وقف وقَالَ : أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟
فقَالُوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء.
قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رَسُولَ الله ، ثم دخل المدينة فجراً ، وتوجه إلى النَّبِيّ وقال: يا رَسُولَ الله أجرتني بالأمس ، واليوم جئت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رَسُولُ الله -: وقَالَ أبو العَاصّ بن الربيع: يا رَسُولَ الله هل تأذن لي أنْ أراجع زَيْنَب؟
فأخذه النَّبِيّ وقال: تعال معي. ووقف على بيت زَيْنَب ، وطرق الباب وقال: يا زَيْنَب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟ فأحمرّ وجهها وابتسمت .
والغريب أنّ بعد سنه من هذه الواقعة ماتت زَيْنَب فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رَسُولَ الله يمسح عليه ويهون عليه ، فيقول له : والله يا رَسُولَ الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زَيْنَب ، ومات بعد سنه من موت زَيْنَب .
أقول مستعينا بالله تعالى: نساء غير النساء ورجال غير الرجال .
دمتم بخير وَوُدٍّ ، مع أرق أمنياتي .......
من التعليقات : Ashraf AbouTale

الاثنين, أبريل 27, 2009 6:07:00 ص