فَقَدْ تَمَّ يوم الجُمْعَةِ المَاضِي20/3/2009م حَفْلُ زَفَاف دُعَاء ابنَةُ أخينَا العَزيز حاتم و الشَّاب حُسام محمد روبين خلوي ناصر الدين في صالة الأمانة الكائنة في شارع عين سارة . ودَامَتِ الأَفْراحُ فِي دِيَارِكُمُ العَامِرَة .
شاءت الأقدار أن تتزوج ولما تنهي الصف العاشر بعد، لكنها أصرت على مواصلة التعليم، وكان العام 2001 مميزا في حياتها، فالانتفاضة التي كانت اشتعلت كالنار في الهشيم في كل الوطن، وزواجها المبكر، قد أضرما في أعماقها نيران التحدي، والإصرار على الوصول، وقد تحقق لها ما أرادت، فأنهت الثانوية العامة، وحصلت على المرتبة الثانية في الفرع العلمي على مستوى الوطن، بمعدل 99%.
كانت الفرحة عارمة، وتُوجت بأن ألقت كلمة المتفوقين أمام الراحل الرمز أبو عمار الذي قدر لها هذا الانجاز، وأنعم عليها بمنحة رئاسية تتكفل بدراستها الجامعية، التي فرضت عليها ظروفها الأسرية أن تكون في الجامعة الأقرب مكانا لها، وبما توفر فيها من تخصصات.
درست الرياضيات، وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وتقدمت للعمل في سلك التعليم في العام 2006، وتم قبولها للعمل بعد أن اجتازت امتحان القبول والمقابلة، وأتمت كافة الإجراءات حسب الأصول، وحصلت على موافقة الجهات الأمنية المختصة، فهي لا تنتمي لأي فصيل سياسي، وكل همها هو رعاية بيتها، وتوفير الحياة الكريمة لأطفالها.
بدأت حياتها المهنية كمعلمة ومربية أجيال، بجد ونشاط وأمل، وهل هناك أقدس من مهنة التعليم مهنة الأنبياء والمصلحين؟ وهل هناك فرصة بتغيير الواقع، وتجاوز الأزمات إلا من خلال التعليم والوعي؟! تفانت في عملها، وأخلصت لرسالتها، فأحبتها طالباتها، وزميلاتها، ومديراتها، ومحيطها وكل من تعامل معها.
أنهت السنة الأولى في التعليم، لتتبعها الثانية، ثم دخلت في الثالثة، وفجأة ودون مقدمات، جاءها النذير، كتاب مرقوم، وبتوقيع الوزير ممهور، يطلب منها الرحيل، دون أن يشكرها على ما قدمته كل هذه السنين، بحجة أن الجهات المختصة لم توافق على التعيين.
التقطت أنفاسها غير مصدقة، وغابت في نوبة تفكير عميق. ذرفت دمعة، ثم سلمت ما بعهدتها ورحلت، والأفكار تغشاها من كل حدب وصوب، تتساءل في نفسها:
لِمَ رَفَضَتْنِي الجِهَاتُ المُخْتَصَّةُ ؟!
وما كنت مقصرة، ولا سارقة، ولا كاذبة، ولا خائنة، ولا متمردة، ولم أكُ بغيّا.
مَا الحُرِّيَّةُ وَمَا الكَرَامَةُ ؟!
وماذا يعني العدل، والى ماذا يشير الإنصاف، وأين هي حقوق الإنسان، وقوانين العمل، وأخلاقيات المهنة، والأمن الوظيفي! ماذا فعلت بنا الفتنة والتناحر الداخلي؟ وأين وصلنا؟ أي مجتمع نريد؟
وَإِلَى أَيْنَ نَحْنُ ذَاهِبُونَ ؟!
نزل الخبر على المدرسة التي تعمل بها كالصاعقة، وساد صمت القبور للحظات. بكت الزميلات، وأضربن لسويعات، وتلقين التهديدات، ثم التنبيهات، وتظاهرت الطالبات، وانتشر الخبر في الحارات والمنتديات، وتناقلت الفضائيات، فهبت الأجهزة تسأل عن المحرضين والمحرضات، وهرعت مسؤولة التربية تتوعد وتنذر المتضامنات، فتقدمت منها ثُلّة من المعلمات، وبهدوء سألن: هذه التي رحلت،
قُولِي بِرَبِّكِ بَأَيِّ ذَنْبٍ فُُصِلَتْ ؟!
الكاتب: د. عبد الله صادق
منقول: وكالة مَعًا الإخْبَارِيَّة : " أقلام وآراء "
القصة أعلاه منقولة حدثت قبل أسبوع لإحدى زميلات أختي عدلة الشرباتي في مدرسة السيدة سارة الثانوية للبنات / الخليل/ فلسطين
الأربعاء, مارس 18, 2009 6:13:00 م
نشر في وَكَالَة " معا " الإخبارية أمـــس الساعة http://www.maannews.net 19:57
وقع حِصَان أحد المُزَارِعين في بِئْر مياه عميقة ولكنها جافة وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا عدة ساعات كان المُزَارِع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف يستعيد الحِصَان؟
ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يقنع نفسه بأن الحِصَان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حِصَان آخر هذا إلى جانب أن البِئْر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل.
وهكذا نادى المُزَارِع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البِئْر كي يحل مشكلتين في آن واحد، التخلص من البِئْر الجاف ودفن الحِصَان ، وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البِئْر
في بادئ الأمر، أدرك الحِصَان حقيقة ما يجري ؛ حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة ، وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحِصَان فجأة وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المُزَارِع إلى داخل البِئْر وقد صعق لما رآه،فقد وجد الحِصَان مشغولاً بهز ظهره ، فكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض ، ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البِئْر فتقع على ظهر الحِصَان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى وبعد الفترة اللازمة لملء البِئْراقترب الحِصَان للاعلى وقفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البِئْر بسلام .
كذلك الحياة تلقي بأوجاعها وأثقالها عليك
كلما حاولت أن تنسى همومك فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها
وكل مشكلة تواجهك في الحياة هي حفنة تراب يجب أن تنفضهاعن ظهرك حتى تتغلب عليهاوترتفع بذلك خطوة للأعلى انفض جانبا وخذ خطوة فوقه لتجد نفسك يوما على القمة
لا تتوقف ولا تستسلم أبدا مهما شعرت أن الآخرين يريدون دفنك حيا
اجعل قلبك خالياً من الهموم
اجعل عقلك خالياً من القلق
عش حياتك ببساطة
أكثر من العطاء وتوقع المصاعب
توقع أن تأخذ القليل
توكل على الله واطمئن لعدالته
سَمِعْتُ هذه القِصَّة مَرَّة من حنان وأخذتها اليوم من رِسَالة من في بريدي :
منذ نعومة أظفاري كُنْتُ أسمعُ والدي (أدام الله ظله علينا) يردِّدُ عبارة : ( عيش وشوف ،ازرع كطن يطلع صوف)!!
كُنْتُ لا أعرف معناها لكنَّ قافيتها عجبتني فَكُنْتُ أرَدِّدُهَا دائما عسى أَنْ أفهمَهَا عند الكِبَرِ ، وكَانَ هذا في ثمانينيات القرن -الماضى .
مضت الأيَّامُ وَدَخَلْتُ مرحله الشباب ،وبدأتُ أُفَكِّرُ فِي حال الأُمّة وبالأخص مجتعنا العِرَاقِيّ فرأيت دِكْتَاتُورًا تُصَفِّقُ له الجماهير بمناسبة وبغير مُنَاسَبَة مع أَنَّهُ أذل القوم وسفك دمائهم . صحيح أَنَّ هناك مَنْ يُجْبَرُ في مناسبة ما أَنْ يُمَجِّدَ الدِّكْتَاتُورِ وَيُصَفِّقُ له لكون حياته تصبح على المحك ، ولكِنْ وَجَدْتُ أُنَاسًا يُمَجِّدونَهُ وَيُصَفِّقُونَ له دون مُنَاسَبَة ويسفكون دماءً مِنْ أجل إرضائِهِ ويصعدون على أكتاف الخَيِّرِينَ وعلى جُثَثِ الأَبْرِياءِ ، فَصَعَدَتْ إِلَى العلا الدُنْيَويَ أراذلٌ وَطُمِرَ أَخْيَارٌ.
بَدَأْتُ أَرَى في أواخرِ التسعينات العَجَبَ العُجَابَ من سُلُوكِيَّات أَبناءِ هذا المُجْتَمَعِ ؛ أُنَاسٌ تَسْعى إِلَى الصُّعُودِ بأَيِّ ثمن دون استحقاق ويجرفون الخَيِّرِينَ في طريقهم ويقتُلُونَ طُمُوحَاتِ آخرينَ وَشُبَّانَ خَيِّرِينَ. فَطَفَا إِلَى السَّطْحِ الكثيرُ من الانتهازيين وأَصبحوا قادة ، وَشَرَدَت الالافُ من الكفاءات ، وَدَارَتِ الأُمورُ بهذه الأُمَّة مِنْ سَيئ إِلَى أسوأ.
بدأ الانترنت يَصِلُنَا في 2002 ، وَبَدَأْتُ أَطَّلِعُ على أَحْوال الأُمم وبالأَخص الغربية، وَوَجَدْتُ أَنَّهُمْ يتقدمون بنفس السرعة التي نتراجع بها ، وأنا أَتساءَل : " نَحْنُ أُمَّةُ فَضَّلَهَا اللهُ عَلَى بقيَّة الأمم ، وَنَحْنُ خير أُمَّةٍ أُخْرِجَت للناس ؛ فَنَحْنُ أهل الدين وَمَنْبَعُ النُّبُوَّة ، والأُمَمِ الغَرْبِيَّة ليست كذلك . اذن ما هذا التَّنَاقُض !؟" .
إِلَى أَنْ صَادَفَتْنِي أنا شَخْصِيًّا هذه التَّجْرُبَةُ ..........!
جَائَتْنِي دَعْوَةٌ لحُضُور مؤتمرٍ طبيٍّ في إيطاليا وفرنسا ، وكَانَتْ فُرْصَة عظيمة لشابٍ طموح مثلي أَنْ أَطَّلِعَ عَلَى ما وصلتْ له الأُمَمُ ،ونقل تلك الخبرة إِلَى زملائى ومؤسساتنا الصِّحِّيَّة التي تحتضر والتي تمارس بعضها ممارسات ليس لها علاقه بالطب أصلا!!!
أَخَذْتُ مُوَافقة رئيس القسم وعميد الكليه التي أعمل معيدا بها ، وذهبت إِلَى رئاسة الجَامِعَة لكي أحصل على دعم مالي حسب توجيهات الوزاره التي شجعت المشاركة بتلك النشاطات الثقافية في أوربا ، ووافق رئيس الجَامِعَة ومسؤول القسم المالي على هذا التخصيص بعد شهرين من البيروقراطيه والتأخير !! وذهبت بعدها إِلَى قسم البعثات والعلاقات الثقافية لطبع الكتاب عند السيد............... رئيس القسم ، فدخلتُ إِلَى مكتب ( معاليه ) فوجدتُ رجلا بلغ من العمر عتيا واصفرت أسنانه وازرقت شفتاه من النيكوتين ، فَسَلَّمْتُهُ الكتابَ ، وقرأه وقَالَ:
" انته بعدك صغير ، على هيج مشاركات اذا انته بهلعمر تسافر لاوربا شخليت للكبار!!!" .
فاستغربتُ كثيرا مِنْ رَدِّهِ وَعُذْرِهِ ، وَقُلْتُ له أنا مسؤول رُدْهَةِ الانْعَاشِ الوَحيدة في المُحَافظة، والجمعية الأوربية قد اختارتني للمشاركة ، والمسؤولون الكبار في هذه المؤسسة وافقوا على تخصيص دعم مالي لانجاح المشاركة في هذا المؤتمر، وَكُنْتُ أَوَّلَ السَبَّاقين في هذا المجال . فأخَذَ الكِتَابَ ، وذهب إِلَى رئيس الجَامِعَة ، وَغَيَّرَ هَامِشَهُ ليلغي أمر ايفادي ، وقَالَ : "البكلوريوس يحضرون وِرَشًا تَدْرِيبِيَّةً وليس مؤتمرات ! " .
بعدها بشهر جَائَتْنِي دَعْوَةٌ من جَامِعَة كوبنهاكن الدَّنِمَارْكيَّة لحُضُور ورشة عمل في أمراض القلب ، وأَخذتُ الموافقات الأصولية ، وذهبتُ إِلَى نفس العبقريّ ، وكَانَ هذا في صيف 2008 ، فقَالَ مَعَالِيهِ أَنَّنِي يَجِبُ أَنْ اعرض الموضوع على مجلس الكُلِّيَّة وهو يعلم أَنَّنَا في عُطْلَة صيفيَّةٍ وأَنَّ المجلس لنْ يجتمع من أجلي !! ثم قَالَ بعد موافقة مجلس الكلية أَنَّهُ يَجِبُ عَرْضُهَا على مجلس الجَامِعَة وهو يعلم أَنَّ رئيس المجلس خارج العِرَاق ولن يعود قبل ايلول 2008 ، وكَانَ تدريبي سيبدأ بعد أُسْبُوعَيْنِ فقط من تقديم طلبي ، وأَنَّ تأشيرة الدخول تحتاج إِلَى أُسْبُوعَيْنِ عَلَى الأقل .
نَحْنُ أُمَّةٌ لا يُمْكِنُ أَنْ تَنْهَضَ عَزِيزي القَارِئ !!!!!
د.معتز الصَّباح
من تعليق لـ "غير معروف " الخميس, مارس 12, 2009 5:32:00 م .
والقصة منشورة في موقع للشيعة " كتابات " : http://www.kitabat.com/i51231.htm
وللكاتب في الموضوع نفسِهِ ، وفي الموقع نفسه مقالا آخر بعنوان :
السَّيِّد المَسْؤول
جاء في محكم الكتاب الكريم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) صدق الله العظيم. كان فيه شرح مفصل للمَسْؤوليه الجمه التي يتحملها (السَّيِّد المَسْؤول) في الشَّرِيعَة الإِسْلاميه وهي الدُّسْتُور الذي وضعه الله للمسلمين وأخبرهم أنهم بالتزامهم به سيكونون(خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) ولكن هذا في حالة التزامهم بهذا الدُّسْتُور!! الا أن أمتنا الرشيدة وبسبب ابتعادها عن هذا النهج القويم ودستور الشَّرِيعَة السمحة وصل إلى ما وصل إليه من انحطاط وتدهور وتفكك ونزاعات وانهيار ومما زاد (الطين بله) انعدام الدور الرقابي وعندما أقول انعدام أنا أعني بها عدم وجود وليس ضعف!
فلننظر كيف تفهم مجتمعنا الإِسْلامي أخص بالذكر الإِسْلامي لأنه معني بتطبيق دستور الشَّرِيعَة السمحة الواردة في كتاب الله العزيز:
المَسْؤول يا سيدي في مُؤَسَّسَاتنا
يعتبر نفسه مالك المُؤَسَّسَة التي يديرها ونسي أنه مُوَظَّف دولةويعتقد أن مُوَظَّفي المُؤَسَّسَة هم من خدم حاشيته ونسي أنهم مُوَظَّفي دولة مثله بالضبط ولهم حقوق وعليهم واجبات مثله بالضبط وأنهم يستلمون رواتبهم من الحُكُومَة وليس من سيادته!!
وكثيرا ما يكون سيادته لم يبلغ ذلك المنصب لكونه ( تكنوقراط جدا) بل لأنه جاء من طرف الجهة الفلانيةأو بسبب الظرف الفلاني فنرى سيادته يتقلب في فراشه ويستمتع بأحلام صاحب الجلالة وربما يذهب إلى أكثر من ذلك ويتفرعن ويرى فرعون في منامه ويستمع إليه وهي يقول (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ).
يري سيادته أن بإمكانه أن يفصل القانون على مقاسه ويقصى فلان ويكرم فلان ونرى أناس بعيدون كل البعد عن المهنة أصبحوا ( تكنوقراط من الطراز الأول ) ومحترفين أصبحوا بين ليلة وضحاها أناس غير أكفاء !!!
بأي صفة يقوم المَسْؤول ...
عفوا السَّيِّد المَسْؤول يقوم بإهانة مُوَظَّف أمام مرأى ومسمع الجميع ؟؟!! هل لأنه أخطأ ؟ ألا يوجد لديك يا صاحب الجلالة والسمو!! قانون وتعليمات وصلاحيات تحاسب هذا المقصر بطريقة لائقة بعيدا عن التجرد من الخلق الرفيع الذي من المفروض أن تتمتع به أول من يتمتع من مُوَظَّفي الدولة !!
بأي حق من الحقوق يقوم السَّيِّد المَسْؤول بمنع استحقاقات المُوَظَّف المالية( لأنه لا يرتاح له)! نعم صدقوني قالها أكثر من مَسْؤول جهارا
ألا يوجد جهاز رقابي يرى كيف يتصرف مَسْؤولية ؟؟
هل يحمي السَّيِّد الوزير عدم معرفته بسوء تصرف مَسْؤولية في الدوائر التابعة لوزارته ؟؟
فالسَّيِّد الوزير يقف في قمة الهرم وعدم معرفته بسل وكيات مَسْؤولية يزيد من الطين بله !!
(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)
لو كان السَّيِّد المَسْؤول يا إخوتي يخشى إجراء ردعي من قبل من جعله ( سيدا مَسْؤولا) لما تمادى في سلوكياته السيئه!!
أعتقد إن عميدا لكلية ما لن يسئ السلوك مع منتسبيه إذا أدرك أن رئيس جامعته قد وضعه تحت المجهر وأنه لن يفلت من أي إساءة وأن مديرا لمستشفى ما لن يسئ إذا أدرك أن مديره العام يراقب سلوكياته والأخير لن يتمادى إذا كان وزيره راقب عن كثب سلوكياته
وهذا هو من صلب عمل المَسْؤول الأعلى ما دام الأخير قد قبل بتولي تلك المَسْؤولية وهي ثقل كبير لا يدركه الكثير للأسف ويفر منها من يخاف الله ويعد العدة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولكنه ابن ادم الذى قبل أن يحمل الأمانة في الوقت الذي أبت الجبال حملها!!
لماذا لا تنظم الوزارات دورات تثقيفية ( للسادة المَسْؤولين)تنورهم بها بتعريف السَّيِّد المَسْؤول وواجباته وكيفية التعامل مع مُوَظَّفي الدولة وتذكره أنه ليس خالدا في منصبه هذا وأن سموه قد يستيقظ صباحا ويجد نفسه في الدرك الأسفل من مُؤَسَّسَته والتاريخ القريب والبعيد يحمل أمثلة عدة كافية لسموه (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى)
ومما يزيد من مَسْؤولية الحُكُومَة الحالية أنها حُكُومَة مكونة من أحزاب إِسْلامية شعارها تعاليم الشَّرِيعَة السمحة وكتاب الله وليست حُكُومَة علمانية !!
أنا أقترح تشكيل لجنة رقابة لكل وزارة تحمل
موقعا إلكترونيا خاصا تستقبل شكاوى المُوَظَّفِينَ وابلاغاتهم حتى نتخلص من سلسلة المراجع الذين قد يكونوا جزء من عصابة السَّيِّد المَسْؤول ويوئدوا طلب المَظْلُومين وينتصروا ل( فرعون) في حينه لا يبقى للمَظْلُوم ألا أن ينتظر الباري عز وجل وهو يأخذ السَّيِّد المَسْؤول (أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) لأنه يثق بعدالة خالقه ويدرك أن مثقال ذرة شرا لن يغفل عنه .