20‏/05‏/2008

35 - سَمِيرَة وَجَهيدَة

صَدْقُوا أَخَوَاتِي سَمِيرَة وَجَهيدَة كُلُّنَا فِي البِدْءِ اخَتَلَطَتْ عَلَيْنَا الأُمُورُ ، وطَارَتْ عِدَّةُ تَعْلِيقاتٍ كَتَبْنَاهَا وَلَمْ نَعْرِفِ كَيْفَ اخْتَفَتْ ، لكِنْ بَعْدَ عِدَّةِ مُحَاوَلاتٍ تَعَلَّمْنَا الطَّرِيقَة ، وَأَهَمُّهَا أَنْ نُخَزِّنَ مَا نَرْغُبُ فِي كِتَابَتِهِ عَلَى مَلَفِّ وورد عَادي ، ثُمَّ نَقُومُ بِلَصْقِهِ فِي مَكَانِ التَّعْليقِ لِنَشْرِهِ ، وَإِنْ حَصَلَ خَطَأُ وَتَعَذَرَ الإِرْسَالُ نَعيدُ المُحَاوَلَةَ فِيمَا بَعْد .

أَهْلا وَسَهْلا بِكُمَا سَمِيرَة وَجَهيدَة فِي المُدَوَّنَةِ ، وَنَتَوَقَّعُ مُشَارَكَاتٍ عَدِيدَةُ وَمُفِيدَةً مِنْكُما .

وَسَمِيرَة وَجَهيدَة يَا إِيَاد وَلِمَنْ لا يَعرِفْهُما هَمَا بَنَاتُ عَمٍّ لَنَا ، وَصَدِيقَاتٍ عَزيزَاتٍ لَنَا جَميعا عدلا وحنان وَنجوى ونجلا ونوال ونائلة ونافذة ونادية وخولة ومنال وسهاد ....

اشتَغَلتْ كِلاهُمَا فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْليمِ ، وعَلَّمَتْ سَميرَةُ نَافِذَة اللغَةَ الإنْجليزِيَّة وفيما بعْدُ عَلَّمَتْ خَولة اللغَةَ العَرَبِيَّة ، بَيْنََمَا اشتْغَلَتْ جَهيدَة عِدَّةً سَنَواتٍ فِي السَّّيِّدَةِ سَارَة مَعَ عَدلا ودَرَّسَتْ الجُغْرَافيا وَالتَّاريخَ لِمُعْظَمِ بَنات حاتم ومازن .

وَتَقَاعَدَتْ جَهيدَة قَبْلَ سَنَواتٍ . بيْنَمَا قَاعَدَ الاحْتِلال العَسْكَرِي سَميرة تَقَاعُدًا قَسرِيًّا ، أي أوْقَفَهَا عَنِ التَدْرِيسِ وَأَجْبَرَهَا عَلَى التَّقَاعُدِ ، لأَنَّهَا تَكْتُبُ شِعْرًا ثَوْرِيًّا ، وتُعَلِّمُ تَعْلِيمًا ثَوْرِيًّا . وَتُلَّقَبُ سَميرَة فِي المُنْتَدَياتِ الأدَبِيَّةِ وَالشِّعْرِيَّةِ بِخَنْسَاءِ الخَليل ، حَيْثُ أَنَّهَا رَثَتْ فِي شِعرِهَا إِخْوَةٍ لَهَا اثْنَيْنِ اسْتَشْهَدَا .

وَكَانَ لِسَمِيرَة وَجَهيدَة عَمٌّ هُوَ المُحَامِي عَبدِ السَّمِيعِ كَانَ رَجُلا مُثَقَّفًا يُحِبُّ المُطَالعَةَ وَلَدَيْهِ مَكْتَبَةٌ قَيِّمَة ، لَمْ يَنْجِب ، فَوَرَّثَ مَكْتَبَتَهُ لَهُمَا وَأوْرَثَهُمَا حُبَّ الكُتُبِ وَالمُطَالعَة . عَمِلَتَا سَنَواتٍ عَلى بِنَاءٍ مَكْتَبَةٍ وَاسِعَةٍ جَمِيلَةٍ فَوْقَ مَنْزِلِهَما ، وَجَمَعَتَا فيها كُتُبَهُما مَعَ كُتُبِ عَمِّهِم ، لِِتُصْبِحَ مَكْتَبَةً عَامًّة يَؤُمُّهَا أَبنَاءُ المَنْطَقِةِ المُحِيطونَ وَمَنْ يَرْغَب فِي المُطَالَعَةِ وَأَسْمَيَاهَا مَكْتَبَةُ "وَطَن" ، وَفِيمَا بَعْدُ عَمِلَتَا عَلى إِنْشَاءِ مرْكِزِ أَلْعَابٍ للصِّغَار الذين يَأتُونَ المَكْتَبَة أَوْ يَرْغَبُونَ فِي التَّسْلِيَةِ فِي حَدِيقَةٍ جَميلَةٍ لَهُمَا تَقُومَانِ هَمَا بِالعِنَايَةِ بِهَا وتَرْتِيبِهَا ومُرَاقَبَةِ الصِّغَارِ حينَ يَاتُونَ للعِب فيها .

كُتِبَ عَنْ سَمِيرَة كثيرًا فِي الصُّحُفِ وَالمَجَلاتِ ، وَمَواقِعِ الأدبِ في الأنترنت .

وَأَقْتَبِسُ لَكُمِ شَيْئًا مِمَّا كُتِبَ عَنْ سَميرة في مَوْقِعِ " رَابطَة أُدَباءِ الشَامٍ " :

http://www.odabasham.net/show.php?sid=9305

" اسمها الحقيقي بديعة عثمان عبد الغني الشرباتي .. ولكنها معروفة في الوسط الادبي بسميرة الشرباتي شاعرة من مدينة الخليل ومن مواليد عام 1943 درست دراستها الابتدائية والثانوية في مدينة الخليل وحصلت بعد ذلك على بكالوريوس في الادب العربي من جامعة بيروت العربية وهي عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين وعضو جمعية العنقاء الثقافية"في الخليل".

.صدر لها عدت دواوين شعرية منها:

قصائد "بحث عن رفيق مسافر" 1976

"كلمات للزمن الآتي "عام 1977

اضافة الى المسرحية الشعرية "أدونيس الرافض للغربة "عام 1991

التقيناها فبدأت تحكي حكايتها مع الادب "كثر هم من يقولون أنهم بدأوا الكتابة منذ الطفولة وأنا منهم فمنذ طفولتي وأنا أحس ان لدي هذه الموهبة,وقد كنت أحب هذا الاحساس ,خاصة لأنني أحب الشعر.. منذ ايام المرحلة الابتدائية والاعدادية في ذلك الوقت..ثم أنه قد كان لي عم يهتم بالادب والكتب أسس نواة مكتبة منزلية يرجع الفضل له في تشجيعي على حب الشعر ..حيث كنت ورغم صغري أعود للمنزل من مدرستي لأجده يقرأ بعض الكتب التي لم تكن تتعدى عشرات الكتب فوق أحد الرفوف ,وبحكم أنه لم يكن له أولاد فقد فكان يعتبرنا أبناؤه ويعطيني الدافع لقراءة القصائد حتى منذ كنت بالصف الاول والثاني الابتدائي.

وأذكر تقول الشرباتي " أنه شقيققي الذي استشهد في بيروت كان عمي يوقفني الى جانبه للتباري في قراءة القصائد .. وكنت اشعر بأني اتفوق على أخي .

أما شقيقي الآخر "الشهيد حسني"فقد كان يجتمع مع أصدقاؤه في منزلنا و يقرأ لهم " ملحمة الزير سالم ..أبو زيد الهلالي .. عنتره .. حمزة البهلوان ومن هنا ضمن هذا المناخ كنت أشعر ان في الشعر ما يجذبني.

حتى أنني في الصف الثاني الاعدادي " الثامن الأساسي حاليا" حين كنت بمدرسة بنات الخليل الثانوية "والتي سميت الآن بمدرسة" وداد ناصرالدين الثانوية " قرأت ديوان ابراهيم طوقان ..وكنت كلما دخلت الى مكتبة المدرسة أو المكتبة العامة لا أطلب قصه أو رواية.. بل أطلب دواوين الشعر.. لدرجة أن المعلمة كانت تسألني" لمن تريديه؟؟ لك أم لأحد معين؟؟كما كنت أحصل دائما علىعلامة 9 من 10 كحد أدنى في مواضيع التعبير والانشاء ,ومع ذلك للأسف لم يكن في المدرسة أحد يشجعنا على أن تكون الطالبة .. أديبة في يوم ما !!كمالم تكتشف أي معلمة انه من المكن أن أكون شاعرة .. حتى أنه لم يكن هناك حتى لوحة اعلانات أو مسابقات أو مبارزات شعرية في المدرسة.

ومع هذا وبفضل البيئة الادبية بالمنزل إلى جانب إصراري وتصميمي وطموحي في أن أكون شاعرة أو كاتبة تمكنت من ذلك.

الخطوة الحقيقية الاولى كشاعرة بحسب لسميرة الشرباتي كانت بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 اذ أن الاحداث السياسية قلبت كل كتاباتها رأسا على عقب كما تقول"في تلك المرحلة تحولت من كتابات وجدانية الى الانتماء للارض والوطنية والدفاع عن حق الشعب فجأة...خاصة بعدما استشهد أخي في العام 1968 بمعركة الكرامة ..لذا فان من سخرية الاقدار أن يكون للاحتلال البغيض فضل عليّ بأن حول كتاباتي الى كتابات ملتزمة وبطريقة الشعر الحرّ..وبعد ذلك..وتحديدا بعد وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 كتبت قصيدة وطنية أرثيه فيها .. وحاولت نشرها حيث ذهبت الى شخص يوزع صحيفة القدس .. وقدمت له القصيدة لعدم درايتي بأساليب النشر.. فطلب خمسة دنانير مقابل نشرها فدفعت له المبلغ "والذي يقارب 500 شيقل في هذه الايام "على الرغم من أن راتبي الشهري كمعلمة لم يكن يتعدى في ذلك الوقت 18 دينارا...


عم الشاعرة سميرة الشرباتي والذي توفى قبل عقود وكان أول من يدفعها لتذوق الشعر وساهم في نشأتها على حب الكتاب كانت هداياه لها عبارة عن كتب لينمي فيها هذا الحب حتى أصبحت هي تطلب ممن يعرضون عليها الهدايا من صديقاتها وزميلاتها أن لا يحضروا سوى الكتب كهدايا في أي مناسبة لها …لدرجة أن اصبحت هنالك منافسة بينها وبين شقيقتها التي تعيش معها في اقتناء الكتب من المعارض ومن المكتبات مما حول بعض الرفوف من الكتب في عهد عمها منذ عقود الى مكتبة ضخمة بها العديد من الكتب القيمة بل والنادرة لدرجة أن مكتبة بلدية الخليل طلبت منها ضم المكتبة اليها على أن يتم وضع اسمه في زاوية هذه الكتب الا أنها رفضت ذلك لشدة حرصها وحبها لهذه الكتب ,و في المقابل فقد قامت وشقيقتها بفتح المكتبة لمدة يومين في الاسبوع أمام الطلاب والطالبات و حتى طلبة الجامعات مؤكدة أن في المكتبة مراجع هامة مثل موسوعة البابطين ..والاغاني لأبو فرج الاصفهاني ..والكشكول ..ومجلات الرسالة التي كانت تصدر في أواخر العشرينات حتى بداية الاربعينيات والتي تحوي قصصا وأبحاثا ومسرح..وكذلك مجلة العربي منذ بداية صدورها وفالمكتبة اليوم تحوي أكثر من 4500 كتاب أقدمها يعود لعقد العشرينات اضافة الى مخطوطات دينية تسبق حتى تلك الفترة اذ أن بعض المخطوطات التي لديها كما تقول عمرها قرابة ال200 سنة ومكتوبة بخط اليد. .... "


ليست هناك تعليقات: