19‏/09‏/2011

160 - أسْعَدَتْنِي كَلِمَاتُكَ أخِي

الأخ الحَبيب حاتم أبا ناصر :

أشْعَلْتَ في القَلْبِ لهيبًا كنْتُ أدَاريه لكيْ لا يؤذينِي أكثر بنيرانِهِ

وأَثَرتَ بِكَلِماتِكَ شُجُونًا وَوَجَعًا لنْ يَعْرِفَ مَدَاهُ إلا مَنْ عَاشَ مَرارَة الغُرْبَة .....

فَهَبَّتْ في النَّفْسِ عَوَاصِفُ البُعْدِ والتَّعَبِ والأمَلِ الذي يلوحُ مرَّةً ويخْتَفِي مِرارًا ...

كنتُ أدَرِّسُ طالباتي أشعارَ الغربَةِ وألمها، فأَضْحَكُ في داخِلِي على فلتات لسانِ الشعراء حين يشتكون ويتألَّمُون ويصفُونَ مرارة عيشِهم، ولم أتوَقَّع أبدًا أنَّنِي سأعيشُ مِثْلَهُم، وسأقولُ مثلهم وأكثر، ولم أتوَقَّع أبدًا أنَّ هَناكَ طَعْمًا للمرارَةِ بهَذَا الشَّكْلِ الرَّهيبِ المُخيفِ .

لكن .... وبالوَقْتِ نَفْسِهِ أعْطَتْنِي كَلِماتُكَ أخِي زَادًا كبيرًا وثِقَةً أنَّ هُناكَ خَلْفَ البحارِ والمحيطاتِ مَنْ يَتَذَكَّرُنِي، ومنْ يَفْتَقِدُني ...

أشْتَاقُ لكُم أحِبَّتِي ...

أحِنُّ لحُضْنِ العَائِلَةِ ... ولمَّةِ الأهلِ ... ووجُوهِ الأطفالِ ...

أتلَهَّفُ لِنَسيمِ بِلادي يحملُ داخِلَه وجعَ الأقصى الأسير ...

أتخيَّلُ نفسي أعيشُ بينَكُم وقد زال البُعْدُ ... وتحَرَّرَ الدَّرْبُ فَما عَادَ هُنَاكَ حَوَاجِزٌ وَلا سُجُونُ ....

أجَنُّ أحيانا فأقول : ما الذي جاءَ بي هُنا ...

لِكَنَّها رِسالةٌ أخِي، أسألُ الله عَزَّ وجلَّ أن يعينني لكي تكونَ خالصةً لوجه

لأعودَ لكُم ... ولوطني ... ومعي ما تفتَخِرُون به وأفتخِرُ به بإذن الله

أشكُرُكَ حاتم على هذه الكلمات الرَّقيقَة الرَّائِعَة ...

سأَشُدُّ عزيمتي الضَّعيفَة بها ... لأكونَ كَما تتوَقَّعُونَ منِّي بإذنِ الله

أنتَ لا تعرفُ كَمْ أثَّرَتْ فيَّ كَلِمَاتُكِ

وكَمْ كُنْتُ بحاجَةٍ لها ...

أسألُكُم مَزيدًا مِنَ الدُّعاءِ لي بظهر الغَيبِ ...

وأسألُ الله أن يجمعني معكم على خَيرٍ وسعادَةٍ وراحَةَ بالٍ ...

أنتم وكُلُّ مَنْ ينتَمِي بِشَرَفِ لهذا الوطن .... لأقدَسِ وَطَن ....

نافذة

كوالا لمبور - ماليزيا

عزيزتي الحاجة نافذه

بمزيد من الشوق أناديكم

بالأمس كنا معكم يا أحبائنا

كنا نعانق أسمائكم ونتلهف لكلماتكم..

واليوم غبتم عنا وغاب تألقكم .. نشتاق لكم فلا نجدكم ..

مما أقلقنا وجعلنا نتساءل عن السبب .. لعل المانع خيرا ..

إلى كل من عانقنا بفكره الواعي ..

الى كل من عاش معنا وشاركنا الأفراح والأتراح

إلى كل من شاركنا حلاوة حنان الوالدين رحمهم الله

بضحكه البريء .. بقلمه الجاد .. بتعليمه أبنائنا وبناتنا

يامن أزاح عنا ضيقا وهما بآرائه وتوجيهاته الرشيدة وحكاياته الطريفة ..

ننتظر وجودكم الذي سينير قلوبنا قبل أن ينير المكان

ننتظركم في شوق

حاتم

فلسطين - الخليل