18‏/11‏/2011

165- وَدَاعًا سِت خَدِيجَة عَابدين



بِقُلُوب مُؤْمِنَةٍ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ تَلقَّيْنَا هَذَا اليَوْمَ نَبَأ وَفَاةِ المُرَبِّيَة الفَاضِلَة سِتْ خَديجَة مَحْمُود عُثْمَان عابدين صَانِعَة الأَجْيَال مِنَ الطَّالِبَاتِ وَالمُعَلِّمَاتِ التِي انتَقَلتْ إلى رَحْمَة اللهِ تَعَالى فجْرَ هَذا اليَوْم

إنَّا للهِ وإِنّا إِليْهِ رَاجِعُونَ

الجمعة, نوفمبر 18, 2011

هل تكفي الكلمات لرثاء ابنة الخليل لرثاء سيدة الخليل

لرثاء مربية الخليل

هل ستسعفنا اللغة للوفاء بحقك

هل يمكننا أن نحصي مآثرك على الخليل

لقد تركت أعمق الأثر في كل جيل فيها

في كل أسرة من أسرها

لقد كنت بحقّ نموذجاً ومثلاً يحتذى

ومدرسة متميزة في التربية والتعليم والأخلاق والسلوك

سنوات قصيرة لا تعد شيئاً في عمر الزمان أمضيناها معك لكننا تعلمنا فيها ما لم نتعلمه في مدرسة أو جامعة

تتلمذنا على يديك معلمات في ميدان العمل التربوي والتعليمي

وزميلات توطدت علاقتنا الإنسانية والأخلاقية وارتبطت بوشائج وثيقة

نحن آخر جيل من الهيئات التدريسية التي عملت معك

وإنني أغبط الأجيال التي سبقتنا في العمل معك والتعلم منك

نجاح عمرو- الخليل

إنا لله وإنا اليه راجعون... رحمك الله يا ست خديجة عابدين رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنانه.. أجل يا نجاح .. وفاتها فقد تربوي لا يعوض..

حنان الشرباتي- الخليل

لَمْ أكُنْ طَالِبَةً فِي مدْرَسَتِها ... لكن أكرَمَنِي اللهُ بالعَمَل معها مُعَلِّمَةً في آخر أشهُرٍ لها في الوظيفة .... فلمْ أعْمَل معَها رحِمَهَا الله في عُمْرِ الوَظِيفَة إِلا أَشْهُرًا قَلِيلَة لا تَتَجَاوَزُ الأشْهُرِ الثَّلاثَة، لكنّني أشهدُ أنَّها علَّمَتْنِي كثيرًا ولخَّصَتْ لي بِهَذِهِ الأيَّام القَلِيلَة تَجْرُبَة قَرْنٍ كَامِلٍ في عَالَمِ التَّرْبِيّة والتَّعْليم، بل قد تكونُ أكْثَرَ...

كَانَتْ وَمَا زَالَتْ وَسَتَبْقَى بالنِّسْبَةِ لِي وَلِغَيْرِي رَمْزًا تَرْبَوِيًّا لن يتَكَرَّرَ أبدًا .....

كَانَتْ وَمَا زَالَتْ وَسَتَبْقَى رَمْزًا للإرَادَة القَوِيَّة والتَّصْمِيم ...

كَانَتْ وَمَا زَالَتْ وَسَتَبْقَى عَلَمًا مِنْ أعلامِ فلسطين، ومن العِظَامِ الذينَ رَفَعُوا من قيمَة العِلْمِ والتَّعَلُّم، ودفعُوا من أجل ذلك الغالي والنَّفِيس من وقتِهِم ومن جُهْدِهِم ومِنْ أمْوِالِهِم ...

كَانَتْ وَمَا زَالَتْ وَسَتَبْقَى منَارَة لمَنْ يريدُ خِدْمَة الوَطَنْ لأجْلِ الوَطَنْ وبلا مُقابِلٍ ...

كَانَتْ وَمَا زَالَتْ وَسَتَبْقَى مجَاهِدَةً بكُلِّ قُوَّة لترْفَع مُسْتَوى التَّعليم ، وتعليم الإناث خاصة ..

كَانَتْ صَاحِبَة مَبادِئ ثابتَة في وقت غير الكثيرون وبدَّلُوا

كَانَتْ صَاحِبَة رِسَالَة واضِحَةٍ فأبهَرَتنا بكنُوز مما عندها من معالم هذه الرسالة التربوية

كَانَتْ صَاحِبَة شخْصِيَّة وَاضِحَة قَوِيَّة وقَفَتْ بقُوَّةٍ وإصرار أمام مجتَمَع بأكمَلِهِ حاربَ تعليم الفتاة فحاربَها ، فخاضَتِ الحَرْب وضَحَّت بشَبابِها لِتَحْفِر للفتيات بعدها طريقا سهْلا يسيرًا للعلم والتَّعلُّم .

كَانَتْ صَاحِبَة نخَوَةٍ .... صَاحِبَةَ قَلْبٍ حَنُونٌ يسأل عن الجميع ويتفَقَّد الجميع ....

عَاشَت مَنارَة وستَظَلُّ مَنارَة لنا جَمِيعًا ... ذَوتْ كالشَّمْعَة لكنَّها أضَاءَت الطَّريقَ لنا ....

لقد كانت موسُوعَة كبيرَةً رحمها الله، ورغمَ تَقَدُّم عمرها وفي سنينها الأخيرة حينَ كانت تستشهدُ أحيانا في كلامها بالشِّعْرِ كُنتُ أخجَلُ مِنْ نفسِي ... حين اسمعها وهي تسترجِعُ بِسُهُولَةِ البَيْتَ والبَيْتَيْنِ وَالقَصِيدَةَ تِلْوَ القَصِيدَة، وكأنَّها حفظَتْها الآن أو كأنَّها تقرأها مكتوبة أماما ... وأنا أكاد لا اقرأ شيئا في الشِّعْرِ ولا الأَدَبِ وإنْ حَفِظْتُ لا استرجع بسهولة ....

فَإِلى جِنانِ الخُلْدِ أَيَّتُهَا الغَالِيَة ...

فقط لو أنَّ روحَكَ تعَرِفُ أحُبُّكِ وأُقَدِّرُك ... وكَمِ اسْتَفَدْتُ منكِ .. وكَمْ عَلَّمْتِنِي ... وكَمْ أعطيتِنِي .... وكَمْ أَثَّرْتِ عَلَيّ ...

وآهِ لو أنكِ تَعْرِفينَ كَمْ كُنْتُ أتَمَنَّى أنْ أُكْمِلَ رِسَالَتِي بِحَياتِكِ لِتَكُوني أنتِ أوَّلَ مَنْ أذْهَبُ إليهِ حين أرجعُ بَلَدِي إنْ شاءَ الله لتكُونِي أنتِ أوَّلُ مَنْ يُبارِكُ لي لأنِّي أعرفُ كم كنتِ سَتُسَرِّين بنجاحي إن نَجِحْتُ لأنَّكِ كنتِ تُقَدِّرينِ طَلَبَة العِلْمِ كثيرًا وتُشَجِّعينَ على طَلَبِ العِلْمِ ....

رَحِمَكِ الله أيّتُها الشَّمْعَة التي أَفْنَتْ كُلَّ حَياتَها لإسْعَادِ مَنْ حَوْلَهَا ... ولرِفْعَةِ شأنِ بَلَدِهَا

فلكِ مِنَّا جَميعًا كُلّ التَّقْديرِ والاحْتِرَام

ودُعاءٌ حارّق مِنَ القَلْبِ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لكِ ويرْحَمَكِ

وعَظَّمَ الله أجرَكَم يا آل عابدين بهذا المُصابِ .... بفقيدتكم الغالية ... صبَّرَكُم الله وأعانَكُم


نافذة الشَّرَبَاتِي - ماليزيا


إنْ أرَدْتَ إِضَافَة شَيءٍ عن المَرحُومَة اضْغط هُنا

هناك 7 تعليقات:

najah_amro يقول...

وفاة ست خديجة الغالية ذكرني بموقف إنساني رائع حزين لها مع زميلتها وقرينتها في العمل والعمر والقمة
إنها المرحومة ست وداد ناصر الدين رحمها الله
فقد كانت هي مديرة مدرسة بنات الخليل الثانوية كما تعلمين وظلت كذلك حتى التقاعد علم 82
عندها أصبحت ست خديجة هي المديرة .
مرضت ست وداد ناصر الدين ثم توفيت مطلع عام 1988 ، وكانت أوصت قبل وفاتها أن تمر جنازتها بالمدرسة ، نفذت الوصية ، وأدخلت الجنازة إلى ساحة المدرسة ووضع النعش عند باب الإدارة الخلفي ، كانت عطلة نهاية الفصل الأول ، لكن ست خديجة كانت يومها في الدوام حسب القانون
فلما شعرت بدخول الجنازة خرجت مسرعة إلى النعش حزينة على وفاة زميلتها وسابقتها في الكفاح والبناء وقرأت الفاتحة على روحها

رحم الله المربيتين رحمة واسعة
فكل منهما كانت رائدة لبلدها بطريقتها الخاصة

Nafitha يقول...

كَانُوا يا نجاح عُظَماء ...
لذلك عاشُوا عُظَماء ...
وماتُوا كما يموتُ العُظَماء ....

najah_amro يقول...

يعني بالصدفة اليوم دار أخي موسى كانوا مدعووين عندنا على الغداء لذلك جاءوا باكراً
ذهب موسى من عندنا لصلاة الجمعة في مسجد صلاح الدين ربما تعرفينه هو في طريق المدرسة الصناعية
فعاد يتحدث عن هول ما رأى من كثرة الحاضرين والمشيعين والمؤبّنين والمتحدثين عن المآثر من الشخصيات والوجهاء في الخليل شيء مذهل
كان من المتحدثين الأستاذ أبو عمران القواسمي وكان كلامه مؤثراً جداً

Nafitha يقول...

نجاح تعرفين ... وكلنا نعرف ... أنه مهما فعلنا لن نوفيها حقَّها أبدا وسنبقى مقصِّرين بحقِّهَا مَهْمَا فَعَلنا

رحمها الله ...
كم كانت رائعة ...

جهيدة الشرباتي يقول...

انا لله وانا الية راجعون وان شاء الله الى جنات الخلد.ايتها المربية الفاضلة.. رائدة المسيرة التعليمية في الخليل هي ومديرتنا التي غمرتنا بانسانيتها وتشجيعها (المرحومة باذن الله المربية وداد ناصرالدين)حقيقة لم اعرفها عن قرب ولكن الزهور يجذبك عطرها وان كانت بعيدة .فالى جنة الخلد يا ست خديجة .واحر التعازي للصديقة والاخت عايدة بدر بوفاة
خالتها ست خديجة

غير معرف يقول...

ناديا حمدي الحداد
برضوان الله ومغفرته الواسعه ودعت الخليل علما أنار لنا طريقا سلكناه على درب المرحومة مديرتي السيدة خديجه عابدين. كنت طالبة وعملت في مدرستها .اللهم ارزقها الفردوس الاعلى من الجنه . واسقها من نهر الكوثر واجعل أعمالها أجرا وثوابا لها في ميزان حسناتها . اللهم أغفر لوالديّ وأموات المسلمين

Nafitha يقول...

جهيدة ... فعلا كانوا عظيمات ... كانوا رائدات في كل شيء فاستحقوا الخلود ... وهناك حولنا أحياء نكاد لا نشعر بهم ...

ناديا الحداد ... سرَّنِي مُرُورُكِ هنا، ولو أنَّ المناسبة دامعة