تَسَاءَلَتْ :
[ لِمَاذَا يَهْجُرُ النَّاسُ أَوْطَانَهُمْ ؟
لِمَاذَا في لَحْظَةٍ مَا لا يَعُودُ ذَلكَ الوَطَنُ يَرْقَى لآمَالِهِمْ وَطُمُوحَاتِهِمْ وَأَحْلامِهِمْ ؟؟
لِمَاذَا يَهْجُرُ النَّاسِ وَطَنًا جَمَعَهُمْ عَلَى المَحَبَّةِ ؟
لِمَاذَا يُصْبِحُ لَدَيْهِمْ مُجَرَّدَ ذِكْرَى يَشْتَاقُونَ لَهُ ، وَلكِنْ لَيْسَ لِدَرَجَةِ أَنْ يَعودُوا إِلَيْهِ ؟؟
شَوْقٌ وَحُبٌّ كَمَا قَالَ المُخْلِص ، وَلَكنْ لا عَوْدَة ..... ]
نانا - مصر
قَالَ :
مَا عَادَ الوَطَنُ ذَاكَ الحُلْمَ الوَرْدِيَّ الذِي نَتَنَغَّمُ بِهِ كُلَّ صَبَاحٍ !
أَصْبَحَ عِبْئًا يُثْقِلُ كَاهِلَنَا ....
أَقْرَبَ إِلَى كَابُوسٍ يُطَارِدُنَا ....
نَتَجَرَّدُ مِنْهُ وَكَأَنَّهُ عَارٌ عَلَيْنَا مَا عُدْنَا نَتُوقُ لِرُؤْيَتِهِ : مَاذَا سَيُجَدِّدُ فِينَا ؟؟
الااااامَ .... الحَرْبَ ...... وَالهِجْرَةَ ..... وَالذُّلَّ الأَبَدِيَّ .......
مَاذَا سَيُجَدِّدُ : عَهْدَ النَّصْرِ أَمِ الحُبَّ أَمْ اللا شَيْءَ .....
لَكِنَّهُ يَبْقَى فِي القَلْبِ يَخْفِقُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ ذَاكَ العِشْقُ الأَوَّلُ رُغْمًا عَنَّا وَرُغْمًا عَنْهُ .
في الأحد, مارس 28, 2010 5:32:00 م
وأنا معَ أَنَّنِي جَديدَةُ فِي دِيَارِ الغُرْبَةِ ، أَقُولُ :
الغُرْبَةُ مُرَّةُ مُرَّةٌ لَهَا طَعْمٌ تَشْعُرُ أنَّه يَتَخَلَّلُ وَيَدْخُلُ خَلايَا الجِسمْ ولا يُغَادِرُهَا، فَجْأَةً تَشْعُرُ أنَّكِ سُلِخْتِ عَنْ جِلْدِكِ، عنْ جُذُورِكِ، عَنْ كُلِّ اهْتِمَامَاتِك، وكُلِّ مَا عَمَلتَهُ وأنْجَزْتَهُ بأيامٍ فَجْأَة طارَ، وأنَّكَ بَيْنَهُمْ نَكِرَة، لا شيءَ، لا أَثَرَ، ولا أحَد يَشْعُرُ بكَ أو يَحسُّ بِوُجُودِكَ ..... فَكُلُّ شَيءٍ حَوْلَنَا يُذَكِّرُنا أَنَّنَا غرَباءُ بَيْنَهُمْ، هَذِهِ لَيسَتْ بِلادنا وَأنْ لا مَكانَ لَنا، لا تَمَيُّزَ لنَا، لا وُجُودَ لنَا وَسَطَهُم . وَصَعْبٌ جدًّا هَذا الشُّعُور، وَفِعلا لا يَعْرِفُ طَعْمَ الغُرْبَةِ ومَرَارَتَها إلا مَنْ تَغَرَّبَ .
مَهْمَا كَانَتِ العِلاقَةُ السَّابِقَةُ بِالوَطَنِ ....
وَبِكُلِّ مَا فِيهِ مِنْ ذكْرِياتِ الأَلَمِ والوَجَعِ ....
يَبْقَى الوَطَنُ فِي القَلْبِ يَخْفِقُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ ذَاكَ العِشْقُ الأَوَّلُ رُغْمًا عَنَّا وَرُغْمًا عَنْهُ....
وَمَا أحلَى الحَديثَ عَنِ الوَطِنِ !
مَا أغْلَى الوَطَنْ !
اصبح عبئا يثقل كاهلنا اقرب الى كابوس يطاردنا
نتجرد منه وكأنه عار علينا ما عدنا نتوق لرؤيته ماذا سيجدد فينا ؟؟
الااااام الحرب والهجره والذل الابدي
ماذا سيجدد عهد النصر ام الحب ام اللا شيء
لكنه يبقى في القلب يخفق كما لو انه ذاك العشق الاول رغما عنا ورغما عنه >
الأحد, مارس 28, 2010 5:32:00 م
وما الذي نريده من الوطن في المقام الأول ولم نجده للدرجة التي تجعلنا نهجره ولا نعود إليه ويصبح مجرد ذكرى نحن إليها ونتمنى أن تعود إلينا لنعيشها من جديد.
نهجر الوطن إلى اوطان أخرى ، اوطان تعطينا ما نبحث عنه،فمنا من يبحث عن الأمان والاستقرار ، ومنا من يبحث عن الرفاهية والعيش والكريم ، وكل له مقاصده وغاياته في سبيل تلك الهجرة،وربما كانت الكرامة على رأس الأسباب التي من أجلها نهجر الوطن .
ولكني أتساءل عن الأوطان التي كانت هجرتنا إليها وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه لتصبح قبلة المهاجرين ؟ هل استيقظت من نومها فجأة ووجدت نفسها تنعم بكل تلك النعم التي يفتقدها الآخرون ؟؟
أم انها وصلت إلى ما وصلت إليه بعد سنوات وربما قرون من الكفاح ضد الجهل والمرض وكافة الأوبئةالذي تصيب النفس قبل الجسد في كثير من الأحيان ؟؟
لا أدري
ربماأكثر آفه تعاني منها الأوطان هي حين لا يستمع أفراده لبعضهم البعض ، حين يحتكر الفرد الحقيقة لنفسه وينكرها على غيره ، بمعنى أن يرى نفسه على صواب وغيره على خطأ.
ربما حين يحدث ذلك تعم الفوضى أركان الوطن ويميل أفراده إلى العمل كل وفق مصلحته الخاصة متناسيا ومتجاهلا مصلحة الوطن المشتركة .
واعتقد أن هذا ما يحدث في وطننا العربي الكبير وفي كل جزء من أجزاءه حيث الانقسامات والخلافات بين الأخوة والتي وصلت إلى حد ضياع الحقيقة وضياع الوطن .
هل أنا مصيبة في اعتقادي ؟؟؟الله وحده يعلم
الاثنين, مارس 29, 2010 3:56:00 م
سلام عليكم يا مدونتي الحبيبة
العزيزة نائلة
أوافقك الرأي في معظم ما تقولين
فقد أصبح الوطن هو أنا فقط :
* حياتي فقط
* قضيتي فقط
* مصلحتي فقط
* هدفي فقط
* رأيي فقط
أما غيري فليبحث له عن وطن آخر بعيداً عني وعن حدودي
يحضرني هذا الممثل الذي يقول في إحدى اللقطات الدعائية لعمله الفني (فلم أو مسلسل لا أذكر)
يقول [ أنا رئيس جمهورية نفسي ]
Najah Amro
الاثنين, مارس 29, 2010 9:38:00 م
العَزيزات نانا ونجاح :
لا تَقُولُوا مِثْلَ هَذا الكلام بِتَأكيدٍ وتَعمِيمٍ مُطلَق .
فَهَذا التَّعْميمُ لا يُمْكِنُ أنْ يَنْسَجِمُ مَعَ مَنْ كَرَّسُوا حَيَاتَهُم لِلوطَنِ ، وَلِعَزَّةِ الوَطَنِ ، فَمَا زالَ شلال الشُّهَداءِ يَنْزِفُ بأغْلَى الدِّمَاءِ فِي الوَطَنِ وخَارِجهِ ، ولَمْ تَكُنْ الدِّمَاءُ النَّازِفَةُ مِنَ المَدْبُوحِ أخِرَ الدِّمَاء ، ولَنْ تَكُونْ ...
كَمَا أنَّ الآف المؤلَّفَةِ مِنَ الأسْرَى فِي السُّجُونِ مِنْ ذَوي الأحكامِ العاليَةِ ، وحَتَّى القليلَة مِنْهَا عَلى أنَّ الوطَنَ لَهُ مَعْنَى وَاضِحٌ وكَبيرٌ عَنْدَ بَعْضِنَا ، َفَمَاذا نَقُولُ عَنْ غْربَتِهِمْ وَضَياعِ أحَلَى وأغَلَى سَنَواتِ حَياةِ هَذِهِ الثُّلَّةِ مِنْهُم دَاخِلَ الزَّنازينِ .... ألم تَكُنْ هَذِهِ ضَريبَةُ مَعْنَى للوَطِنِ تَتَجَاهَلُونَهُ فِي كَلامِكُمْ ؟!
الاثنين, مارس 29, 2010 9:50:00 م
عزيزتي نافذه
لو تلاحظين أنا لم أعمم ، أنا تحدثت عن فئة معينة من الناس ، تحدثت عن المهاجرين ،والذين يهربون من أوطانهم عند أول عقبة تصادف حياتهم ، تحدثت عن الهاربين وربما أكون أنا واحدة منهم.
ولم أخصص بحديثي وطنا بعينه ، بالرغم من أن وطني الصغير يعاني من انقسام الأخوة ، هذا الانقسام الذي لن يخدم سوى جهة واحده ويدفع ثمنه الأبرياء من ابناء هذا الوطن .
أنا لا احتكر الحقيقة ولكنها مجرد رؤيا وإذا ما كان الوطن ينزف من ظلم أعداءه فهو ينزف أكثر من خصام أبناءه .
والله أعلم حيث أن فوق كل ذي علم عليم .
نانا – مصر
الثلاثاء, مارس 30, 2010 9:39:00 ص
الوطن بنظري ليس فقط ذلك التراب ، الوطن أفراد يرتبطون ببعضهم البعض من خلال العلاقات ، وهذه العلاقات هي التي باستطاعتها بناء الوطن الذي يحلم به الجميع ويستطعيون العيش فيه بكرامة تليق بالإنسان الذي كرمه الخالق جل شأنه وعلا
فإذا كانت تلك العلاقات غير مبنية على أسس سليمة وتشوبها انعدام الثقة واحتكار الحقيقة لفئة على حساب أخرى فئة تتحكم حتى بالهواء الذي يتنفسه أفراده فما فائدة تحرير التراب إذا لم يتحرر الإنسان في المقام الأول .
أوليست جميع الدول العربية حررت ترابها من نير الاستعمار ، ولكن ما بال أهلها لا يزالون أسرى، ما بالهم لا يزالون يشعرون وكأنهم يعيشون في سجن يحد عليهم حركاتهم وحتى لفتاتهم ؟؟
الهاربون ليس بالضروة أن يتركوا أوطانهم ، والمجاهدون ليست ساحة المعركة
هي الساحة الوحيدة لهم.
ولا شك بأن الخير لا يزال موجودا، بل أنا على يقين بأن الخير لا يزال موجودا ولكنه بحاجة إلى من يأخذ بيده .
نانا – مصر
الثلاثاء, مارس 30, 2010 10:11:00 ص
ويا نافذة العزيزة الحبيبة
لا أريد التعميم والله
لكن انحسار المعنى الحقيقي والكامل للوطن أصبح تياراً موجوداً منتشراً بين كثير من الناس ؛ على الرغم من وجود من يقدس الوطن ويعيش للوطن ويضحي من أجل الوطن بالنفس والمال والولد والكلمة .
وكلامي هذا لا يختلف عن قولنا : لقد قلت التقوى وقل التدين بين المسلمين ، ولم يعد الناس يحرصون على رضا الله بقدر حرصهم على مصالحهم الشخصية والمادية
فهذا لا يعني أن الجميع هكذا ، لكنه يعني أن هذا هو الأعم الأغلب ، أو أن هذا التيار موجود منتشر بين الناس انتشاراً ظاهراً ملموساً مرئياً واضحاً للجميع.
ومع ذلك أقول : إِنَّ الخير موجود وباق في هذه الأمة إلى يوم القيامة مهما كان ضئيلاً في نظرنا
najah_amro
الثلاثاء, مارس 30, 2010 11:54:00 ص
انغماسنا في تحقيق مصالحنا الشخصية هو ما أدى بنا إلى الهاوية فـأضعنا الوطن والأهل وأصبح الارتباط بالعائلة هو تلك الهوية التي بين أيدينا أسماء بلا مشاعر
غير معرف
الثلاثاء, مارس 30, 2010 12:51:00 م
الإنسان بطبيعته أناني ، يحب نفسه ، وكما يقول المثل العين لا تحب أن ترى من هو أرجح منها.
ربما تكمن المشكلة ليس بالبحث عن المصالح الشخصية فهدا أمر طبيعي ، ولكن من الممكن أنها تكمن في البحث عن المصلحة الشخصية على حساب مصالح الآخرين .
أي أن الفرد لا يهمه عمل موازنة ما بين الخاص والعام فهو يسعى لتحقيق الخاص ولو أضر ذلك بالعام .
المعادلة تكمن في تحقيق المصلحة الشخصية ضمن المصلحة العامة .
يا ترى هل من الممكن تحقيق ذلك ؟؟؟وإذا كان ذلك ممكنا فما الطريق إلى ذلك ؟؟؟
نانا – مصر
الثلاثاء, مارس 30, 2010 4:23:00 م
وكما هو معروف لا بد للمصالح وأن تتعارض ما دامت طبائع وظروف البشر تختلف عن بعضها البعض ، ولكي لا تضر مصلحة بأخرى لا بد من بناء نظام للعلاقات على أسس سليمة يحترم من خلالها الأفراد بعضهم البعض دون المساس بكرامة بعضهم البعض .
نانا – مصر
الثلاثاء, مارس 30, 2010 5:10:00 م
عَلَّمَنَا المُصْطَفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حُبَّ الوَطَنِ مِنَ الإيمَانِ ، حيث تآمر مشركو مكة للقضاء عليه والخلاص من دينه ورسالته ، قال تعالى " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الأنفال 30 ، فلما أُخْرِجَ منها رغماً عنه وقف يخاطبها حزيناً لفراقها :
" وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ ؛ وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ "
رواه الترمذي
ومع ذلك استمر صلى الله عليه وسلم في دار هجرته عاملاً مجاهداً ، حتى دخل مكة فاتحاً في السنة الثامنة للهجرة ، فانهزم الشرك والمشركون ، وظلت مكة المكرمة ، وعاد إليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ممن أُخرجوا منها بغير حق ، عادوا إلى ديارهم وأولادهم وأهليهم ، فتحقق الوعيد من الله تعالى الذي حذر قريشاً أن تخرجهم ، لكنها كابرت واستكبرت فألجأتهم إلى الخروج ولم تبالِ بشيء قال تعالى " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً " الإسراء 76 .
ولكن !
ماذا فعل صلى الله عليه وسلم بعد !
لقد عاد إلى المدينة المنورة
عاد إلى الأنصار ليحيا بينهم ويموت بينهم ويدفن في أرضهم
لماذا؟
هل لأن المدينة قدمت له أكثر مما قدمت له مكة؟
أم وفاء لأهلها !
لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا ؛ دخلها معه المهاجرون والأنصار ، وحصل أن أسلم أهل مكة جميعاً فظن الأنصار أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيستقر في مكة هو والمهاجرون ، فحزنوا حزناً شديداً فلما أحس منهم صلى الله عليه وسلم ذلك قال لهم { بل المحيا محياكم ، والممات مماتكم ، لو اختارت الناس شِعْبَاً واختارت الأنصار شِعْبَاً لاخترتُ شِعْبَ الأنصار }
najah_amro
الخميس, أبريل 01, 2010 8:36:00 م