13‏/06‏/2009

89 - مِنَ تُرَاب إِلَى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ

مِنَ تُرَاب إِلَى سَيِّدِنَا عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ
بالأمس القريب...
(( سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه سؤالا للصحابة أن تمنّوا، فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله ، ثم قال : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق . ثم قال : تمنوا . فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين . فقال عمر: أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراح )).كتاب صفوة الصفوة (1/63)

عذرا يا حبيبي يا ابن الخطاب عذرا...
فعلى عهدك كان كأمثال ابي عبيدة الكثير الكثير, أما نحن اليوم فليس معنا ولا بيننا ما تمناه الأمير وليس في الساحات من يغار ويعلن النفير ولا حتى من يدعى صلاحا إلى الأقصى والعراق والسودان وكشمير يسير.

عذرا يا ابن الخطاب عذرا...
تعال وانظر حالنا فالحال يُغني عن المقال, لن أبالغ إن قلت لك أن اليهود والنصارى الذين أجلوا من جزيرة العرب أصبحوا دولا وأمما تنهش بأجسادنا ممزِقةً لدولة خلافتنا شر ممزق, فما عاد الحال كما كان!!!
غاب الراعي فاستأسد البغل, وما استأسد البغل إلا لما خبت رؤوس الضياغم.
ما عاد الرجال رجال, ولا النساء نساء, بل الرجال نساء والنساء رجال!!!
أفتى فينا لكع ابن لكع وتحكم في رقابنا رويبضات أذناب الكفر والكافرين.
ديست كرامتنا, وانتهكت حرماتنا, واستهزأ بنبينا وديننا وقرأننا, فقام حكامنا وعلماؤنا يقبّلون أعدائنا ويرتمون في أحضانهم غير أبهين بمشاعرنا او ديننا!!!

لكن كن على يقين ايها الفاروق أن بيننا رجالا صدقوا الله ما عاهدوه عليه, يطلبون الموت طلبا, صادعين بالحق ولو طارت بسببه الرؤوس, واقتلعت الإظفار وغُرست الفؤوس.
فما لانت لهم قناة ولا فترت لهم همّة, رجال يقاسون أحوالا تُشيّب النواصي، وأهوالا تزيل الرواسي، خائضين غمارها، راكبين تيارها، يشربون صابها، ويشرحون عبابها، والأنوف تعطس عليهم بالكِبر، والصدور تستعر بالغيظ، والشّفار تُشحذ بالمكر، لا يرجون عند الصباح مساء، ولا عند المساء صباحا, نذروا أنفسهم للعمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
ولقد مرت علينا أياما كان يقول القائل هذا هو اليوم ثم يراه لا يكون, فيتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلب نصرة القبائل بضع عشرة مرة فلا تتحقق النصرة ثم لما قضاها الله سبحانه جاءه الأنصار وصدقوا الله ورسوله وتحقق وعد الله بالاستخلاف, وصدق الله سبحانه:
(( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )) الطلاق 3
فاشهد علينا يا ابن الخطاب يا من فرّت منك الشياطين بأنسها وجنّها, اشهد علينا يوم الأزفة إذ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ.
اشهد علينا أننا قمنا نعمل بجد ونشاط لتنصيب خليفة يكون صنو العتيق الصدّيق أبي بكر رضي الله عنه.
واشهد يا حبيبي يا ابن الخطاب أن ما زال بيننا من غرته الحياة الدنيا وغره بالله الغرور.
(( رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْـزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)) آل عمران 53
مِنْ رِسالة في بريدي من " طالب عوض الله "