30‏/07‏/2011

153 - المفرقعات الفلسطينية والرصاصات الصهيونية

المفرقعات الفلسطينية والرصاصات الصهيونية

عبد الستار قاسم

24/تموز/2011

أسكن على قمة جبل نابلس الجنوبي، وأرى أمامي العديد من القرى الفلسطينية والمستوطنات الصهيونية. المنظر والصوت لافت للنظر بخاصة في الليل.

أنظر إلى القرى العربية مثل تل وصرة وياصيد وبزاريا ودير شرف وكفر لاقف فأرى المفرقعات تندلع منها. وواضح أن هناك مناسبة زواج أو نجاح. ألعاب نارية من مختلف الأشكال والألوان تنطلق من هذه القرى، هذا فضلا عن صوت الموسيقى الصاخب، وأصوات المغنين الذين يمجدون الحاضرين والقادة السياسيين، ويتوعدون الأعداء والمخاصمين.

في المقابل، أسمع دوي الرصاص ينطلق من المستوطنات الصهيونية، وأحيانا ضجيج الطائرات الحربية التي تمر فوق الرؤوس. واضح أن الصهاينة يتدربون ويستعدون للقاء ذلك المغني الفلسطيني الذي يتوعدهم بأيام سوداء. لم أر يوما مفرقعات تنطلق من مستوطنة، لكنني أرى أرضا خضراء تتمدد حولها لأنهم يستصلحون الجبال العارية.

يذكرني هذا بعام 1967 عندما تدفق اليهود الصهاينة إلى مدننا في الضفة الغربية لشراء ما لدينا من بضائع. كان الكيان الصهيوني يوفر أمواله في حينه من أجل بناء الدولة، ولم تكن نساؤه يرتدين الحرير، أو ينمن على الفراش الوثير. كانت النعم الاستهلاكية موجودة لدى المهزومين وليس لدى المنتصرين. لقد وفروا من أجل أن ينتصروا، ونحن أنفقنا من أجل أن ننهزم.

للهزيمة أصولها، حتى لو صدح الحدّا بكل مواويل الانتصار.