11‏/09‏/2008

49- السَّلامُ الحَقِيقِيّ

" السَّلامُ الدَّاخِلِيُّ وَالتَّصَالُحُ مَعَ النَّفْسِ"
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد المبعوث رحمةً للعالمين.
وبعد.... يُحكى أنه كان هناك منذ زمن بعيد ملك يحب الفن كثيراً، فطلب من معاونيه أن يعملوا على تنفيذ مسابقة للرسامين في بلده، حيث يفوز الفنان صاحب اللوحة التي تعبر عن السلام. وفعلاً تم تنفيذ المسابقة، وجيء باللوحات للملك لاختيار اللوحة الفائزة. ولاحظ الحضور أن الملك تفحص جميع اللوحات ثم جلب لوحتين أمامه وجلس يتأملهما جيداً. فالأولى فيها السماء الصافية والبحر الهادئ والجبال المكسوة بالأزهار الجميلة والمتنوعة الأشكال والألوان والأشجار الخضراء الساكنة....... وأما الثانية، ففيها السماء المليئة بالغيوم السوداء والبحر الهائج والصاخب والجبال المليئة بالصخور المعتمة والعارية من النباتات. وبين صخور تلك الجبال، يظهر عش صغير لطير يطعم صغاره وينظر بكل هدوء لكل ما حوله.
أعجب الجمهور باللوحة الأولى، ولكن كانت المفاجأة أن الملك قام باختيار اللوحة الثانية ليفوز صاحبها بجائزة المسابقة. حيث قال: " نعم هذا هو السلام الحقيقي، فهو السلام الداخلي الذي يشعر به ذلك الطير ويظهر على سلوكه رغم كل الصخب الذي حوله ".

أعتقد يا جماعة أن السلام الداخلي هو الإيمان الحقيقي، الإيمان بالله وحده والذي إليه أوكل أمري وبه أستعين على عمل ما فيه الفائدة لي ولمن حولي.
فما فائدة الأمن والسلام في بلدي وأنا داخلي غاضب، غير مؤمن بنصيبه في هذه الحياة؟ سينعكس ذلك بدون شك على سلوكي وعلى أفعالي.
كانت القصة السابقة وما تبعها من تعقيب مختصر، هي بداية على عجل للحديث عن "
السَّلامُ الدَّاخِلِيُّ وَالتَّصَالُحُ مَعَ النَّفْسِ" وأكمل في وقت آخر.
حنان
* * * * *