31‏/05‏/2011

142 - سجّل أنا سوريّ


سجّل أنا سوريّ
أحمد دعدوش

سجل أنا سوري
ورقم بطاقتي عشرون مليونا
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم قد قُتل على الرصيف إذ يلعب
فهل تغضب؟
سجل..
أنا أزرع الجوريّ
وأقطف كل عام
تفاحا ورمانا وزيتونا
وأحصد لأطفالي الثمانية
من الحقلِ
رغيفَ الخبز
ولا أطلب منكم رزقا ولا عونا
سجّل..
أني خرجت اليوم مديونا
وهربتُ من بكاء أطفالي
فقد جفت ضروع كنت أحلبها
وأجدبت سهول حورانِ
وأني طرقت أبواب جيراني
فوجدت البعض قد قُتلوا
ووجدت البعض مسجونا
سجل..
أنا من رسم قلوب الحب
على جذوع النخل في تدمُر
ومن صلى الجمعة الأولى
بشوارع حمص إذ تذكُر؟
أنا من صدّ بصدره العاري
رصاص الغدر
في كل ناحية من أرض أجدادي
فهل تشعر؟
سجل أنا سوري
وأني فكرت يوما أن أقول: حرية
وأن أرفع بها صوتي
في شوارعنا
وأن شعاري كان: سلميّة
أنا فلاح يا ولدي
ما أمسكت القلم يوما
وبالكادِ
فهمت الديمقراطية
فتش..
فلن تجد سوى محراثاً ألصقتُه بيدي
ودرّاساً ومذراةً
وجلباباً على جسدي
وكوفية
وسجل أنا سوري
أنا صفصافة نُصبت
قبل استشهاد أجدادي
وياسمينة ستعرّش يوماً
في قلوب أحفادي
أنا ما مددت يدي إلا مصافحةً
ولم تغفُ لي عين قبل نبذ أحقادي
سجل في دفاتركم
أني جئت أسألكم
لماذا غدركم..
بالأمس نال من كبدي؟
وبأي حق سيُهلِك حصاركم..
من أبقى لي الله من ولدي؟
وعلامَ أقف اليوم بعشر حواجز للتفتيش..
في بلدي؟
وسجل..
أني جئت أسألكم
إن كان هتاف الخلق تناهى إلى مسامعكم
وإن كان يُجدي أن الأرضَ باتت والسماءَ تلعنكم
فبحق الله..
منذا الذي أفنى ضمائركم؟
.
إلى محمود درويش، وإلى من يلهمني من وراء حجاب
.