04‏/01‏/2009

53 - ارْحَلُوا بَعِيدًا عَنْ مُدَوَّنِتِنَا

سَامِحُونَا أَيُّهَا الأَعِزَّاء :

قَبْلَ سَنَةٍ بالتَّمَامِ ، وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الأَيَّامِ ، تَلَقَّيْنَا خَبَر مَرَضِ حَبِيبَتِنَا حَنَان ، واكْتِشَافِ خَلايا سَرَطَانِيَّة فِي جِسْمِهَا ، مَرَّت عَلَينَا وَعَلى حَنان أيَّامٌ عَصِيبَة ، لا أُصَدِّقُ وَأَنَا أكْتُبُ الآنَ كيفَ أَصْبَحَتْ تلكَ الأيامُ ذِكْرَى ، ومَنَّ اللهُ عَلَى حَنان وعَليْنَنا بِشِفَاءٍ وَمُعَافاةٍ نَسْألُ اللهُ أنْ يُدِيمَ عليها وعَليْنَنا هَذِهِ النِّعْمَةَ ...

وَفَكَّرنَا وَقْتَهَا كيفَ نُخَفِّفُ عَنْ حَنان وَهِي تُعَانِي ما تُعَانِي بَعيدَةًعَنَّا تتَعَالَجُ فِي عَمَّان ، وكَيفَ نُخَفِّفُ عَمَّا بِنَا بِتَوَاصُلِ لا يُحْرِجُنَا مَعَ حَنان ، فَكانَتْ فِكْرَةُ هَذِهِ المُدّوَّنَة .... وَشَاءَ الله أنْ يَتَوَسَّعَ الهَدَفُ وَأَنْ تَمْتَدَّ أهْدَافٌ جَدِيدَة لأَحِبَّةِ "حَنانِيّات" وَمَنْ دَخَلَهَا مِنَ المُعَرَّفِينِ وَغيرِ المُعَرَّفِينِ . وَأَعْطَيْتُمْ أَعِزَّائِي بِنَفَسِكُمْ جَميعًا ، بِدُخُولِكُم ، وباخْتِفَائِكُم ، وبتَعْليقَاتِكُم ، وباقتِرَاحَاتِكُم، فَأَعْطَيْتُمْ المُدَوَّنَةَ نَكْهَةً جَميلَةً ومَذَاقًا خَاصًّا افْتَخْرْنَا بِهِ وَمَا زِلْنَا نَفْتَخِرُ بِه .....


ولمْ تَكَونُوا أَعِزَّائِي رَأْيًا وَاحِدًا ...

لَمْ تَكُونُوا أًصحابَ فِكْرٍ وَاحِدٍ ...

لَمْ تَكُونُوا عَلى دِينٍ وَاحِدٍ ...

اخْتَلَفتْ آراؤُكُم ، اتِّجَاهَاتِكُم ، ديانَاتِكُم ، أحْزَابِكُم ........

لكنْ كَانَ لَنَا جَميعًا هَدَفٌ وَاحِدٌ ، جَمَعَنَا ،بِكُمْ وَمَعَكُمْ ، وحَرِصْنَا عَلَى أنْ يَظَلَّ هُوَ المُسَيْطِرُ عَلَى صَفَحَاتِ مُدَوَّنَتِنَا، وَهُوَ احْتِرَامُ أَنْفُسِنَا ، واحْتِرَامُ الرَّأيِ الآخَرِ بِغَضِّ النَّظَرِ عَمَّنْ جَاءَ بهِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ تَكُونَ حَوَارَاتُنَا وَكَلِمَاتُنا عَلَى جَوَانِبِ المُدّوَّنَة عَلَى مُسْتَوَى لا نَخْجَلُ مِنْهُ حِينَ يُحَاسِبُنَا رَبُّ العِبَادِ عَنِ الوَقْتِ الذِي نَقْضيهِ هَنا نَقْرَأُ أو نُعَلِّقُ عَلى مَا نَقْرَأ هُنَا .



وَفُوجِئنَا بالأَيَّامِ الأخيرَةِ أنَّ هَذِه المُدَوَّنَةِ أَصْبَحَتْ سَاحَةٍ لِكُلِّ مَنْ عِنْدَهُ نَزْعَةٌ عُدْوَانِيَّةٌ تجاهَ أي حِزْبٍ أو جَمَاعَةٍ ، لِيُفَرِّغَ هُنَا مَا فِي جُعْبَتِهِ مْنِ كَلِمَاتِ الشَّتَائِمِ والإهَاناتٍ بداعٍ وَدُونَ دَاعٍ .

وَمَتَى يَظْهَرُ هَذَا المُسْتُوَى الهَابِطِ فِي الكلامِ؟ فِي هَذَا الوَقْتِ الذِي يُذْبَحُ فِيهِ شِريَانُنَا المَوْصُولِ بِغَزَّة .

وَمَتَى يَظْهَرُ هَذَا المُسْتُوَى الهَابِطِ فِي الكلامِ؟ فِي الوَقْتِ الذِي نَحْتَاجُ فِيهِ إلى الوَحْدَةِ وتَنَاسِي الاخْتِلافَاتِ لِنُقَوِّيَ أنْفُسَنَا أوَّلا أمامَ العَجْزِ الذِي نَرَاهُ فِينَا وَحَوْلَنا .

وَمَتَى يَظْهَرُهَذَا المُسْتُوَى الهَابِطِ فِي الكلامِ؟ فِي الوَقْتِ الذِي بَدَأنَا نِشْعُرُ أنَّ لِمُدَوَّنَتِنَا مُسْتَوَى نَفْتَخِرُ أَنَّنَا حَافَظْنَا عَلَيْهِ وَنَفْتَخِرُ بِمَ فَعَلْنَا بِهَذِهِ المُدّوَّنَة بِكُمْ جَمِيعًا وَمَعَكُمْ مُعَرَّفِينَ مُحْتَرَمِينَ وَغَيرَ مُعَرَّفِينَ مُحْتَرَمِينَ.


مِنْ هُنَا أَقُولُ : لَمْ أَتَوَقَّع أبَدًا أنْ أحْذِف بِحَيَاتِي كَلَمَةً مِنْ هَذِهِ المُدَوَّنَة ... لأَنِّيَى لَمْ أَتَوَقَّعْ أنْ أَقْرَأ مَا قَرأتُ مِنْ تَعْلِيقاتٍ فِي الأيَّامِ الأخِيرَةِ ، لكِنْ حَذَفْنَا فِعلا وَسَنَحْذِفُ أيَّ تَعليقٍ يَهْبِطُ بِالمُسْتَوى الذي ظَّلَّتْ عليه المُدّوَّنَة فِي عَامِهَا الأوَّلِ ،

فَمُدَوَّنَتُنا ليْسَتْ سَاحَةً لِتَبَادُلُ الشَّتَائِمِ والاتِّهَامَاتِ واللوْمِ السِّيَاسِيّ أو الحِزِبيّ ...


لَقَدْ قَرِفْنَا مِنْ كُلِّ هَذِهِ المُهَاتَراتِ السِّيَاسِيَّة التي لا تَخْدِمُ فِعْلا إلا عَدُوَّنَا الصَّهْيُونِيَّ الذِي يَعْمَلُ كَمَا قُلْتُمْ أَنْتُم : "عَلَى تَمْزِيقِ أَوْصَالِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ ، وَأَرَاه قَدْ نَجَحَ فِي ذَلِك "، هَذِهِ البَذَاءَةُ في الكَلامِ لا تُنَاسِبُ مُدَوَّنَتِنَا .

ارحَلُوا بَعِيدًا عَنَّا..... واخَتَارُوا لكُمْ سَاحَةً أخرَى لِتَفْريغِ أحْقادِكُمُ الاجْتِماعِيَّة أو الحَزْبِيَّة أو السِّيَاسِيَّة ، نَحْنُ لَسْنَا بِحَاجَةٍ لِكلامِكُمْ المَسْمُومِ الحَاقِدِ ، لَسْنَا بِحَاجَةٍ لِوَعْيِكُم الضَّيِّقِ ، لِهُبُوطِ مُسْتَواكُم في الكلامِ ، واتركُوا لنَا مَسَاحَةً نَتَألَّمُ بِهَا عَلَى مَا نَرَاهُ يْنْهَشُ جَسَدَنَا وَعِرْضَنَا فِي غَزَّةَ عَلى مَرْآى مِنَ الجَميعِ .

وَكَمَا اجْتَزْنَا الأزْمَة السَّابِقَة ، وتَعَافَتْ بِفَضْلِ الله حَنان . سنَقْلِبُ الصَّفَحَاتِ إنْ كُتِبَ لَنَا وَلَكُمْ حَياةُ وَسَنَعْلُوا فَوْقَ هّذا الجُرْحِ النّازِف بِنَصْرٍ نَتَحَدَّثُ عَنْهُ للأشْرَافِ الأَشرَافِ فِي غَزَّةَ ....

وهذا على الله ليسَ ببعِيدٍ ...